يعتقد العديد من الدارسين للأدب الفصيح والمتخصصين فيه أنّ الشعراء الشعبيين أميون وأن ثقافتهم محدودة بالقبيلة وما يدور في فلكها، بل وصل هذا الاعتقاد أن صرح الدكتور صالح العمري في ملتقى «قراءة النص» بهذا الشعور في تجمع يضم نخبة كبيرة من الأدباء والأكاديميين، دون أن يعترض أحد الحاضرين أو يستدرك على ما ذكره الأكاديمي من أنّ المكون الثقافي للشاعر الفصيح يختلف كثيرا عن المكون الثقافي للشاعر الشعبي الذي يستقي ثقافته من القبيلة والقبائلية ولا يكتب شعره ببراءة، بل يكتب قصيدته وعينه على المتلقي.
وهو ما اختلف معه الدكتور سعود الصاعدي بقوله إنّ الشاعر الشعبي لم يعد نتاج القصيدة العامية في تفكيره، بمعنى نتاج هذا السياق الأمي، وإن كنت لا أسوق هذا مساق الذم، وإنما لأبيّن أن الشاعر العامي بما أتيح له من معارف واسعة تجاوز مرحلة الاقتباس من التراث الشعري الضيق في حدود قصيدته إلى الاقتباس من التراث المعرفي الواسع الذي أعاد إنتاج قصيدته برؤية جديدة، ولم ينف الصاعدي أنّ هناك فئة قليلة قياسا بالفئة التي قد تكون متواصلة مع الثقافة بمفهومها الواسع ولكن ذلك لا يظهر على ثقافتها الشعرية ولا على النص الشعري، وهو ما عزز هذا التصوّر عن الشاعر العامي وارتباطه بالقبيلة فحسب، إضافة إلى أن الإعلام الشعبي مسؤول من خلال قنواته التي قدّمت الشعراء عن تكريس هذا التصور.
وثمة افتراض آخر لا أزعم بصحته مطلقا، لكن يبدو لي أنه يفسّر هذا الأمر. وأكد الصاعدي على أنّ الذين في واجهة المشهد العامي من الشعراء يقدّمون هذه الصورة من خلال إصرارهم على تقديم صورة الشاعر العامي في هذا القالب النمطي، مع أنه لا تخلو الساحة من الشعراء الذين كتبوا القصيدة العامية ولديهم ثقافة ثرية ومعرفة واسعة بالثقافة العالمة والأطروحات والقضايا النقدية وبينهم وبين الثقافة الفصيحة جسر تواصل رحب انعكس على نصوصهم العامية وكتاباتهم النثرية عندما يرتادون فضاء الكتابة الحرة، وهؤلاء لا أصنّفهم ضمن الشعراء العاميين وأرى تصنيفهم خطأ، فالشاعر العامي المحض هو الذي لا ينتج إلا القصيدة العامية بصورتها التقليدية.
فيما لم ينف الدكتور محمد الشريف هذا القول على إطلاقه وقال إنه يجد فيه بعض الوجاهة، فهناك بعض الشعراء الشباب ممن يستعجلون البروز والنجومية يركبون هذه الموجة ظنا منهم أنها تسرع بهم وتزيد من شمس شهرتهم وتوهجها، ولم يدركوا أن ذاكرة التاريخ لن تحتفظ بهم طويلا.
وأضاف أنّ هناك من الشعر الشعبي ما يعكس فلسفة خاصة من لدن الشاعر الذي عركته الحياة وجعلته ينطق بحكمة العارف البصير المجرب.
وأكد الشريف أنّ قيمة الشاعر الشعبي تتأتّى من جانب البساطة التي يتوشحها شعره الذي يستبطن تجربة حياتية ثريّة تلامس هموم الناس وتمثل معاناة شريحة كبيرة من الناس الكادحين والبسطاء.
وهو ما اختلف معه الدكتور سعود الصاعدي بقوله إنّ الشاعر الشعبي لم يعد نتاج القصيدة العامية في تفكيره، بمعنى نتاج هذا السياق الأمي، وإن كنت لا أسوق هذا مساق الذم، وإنما لأبيّن أن الشاعر العامي بما أتيح له من معارف واسعة تجاوز مرحلة الاقتباس من التراث الشعري الضيق في حدود قصيدته إلى الاقتباس من التراث المعرفي الواسع الذي أعاد إنتاج قصيدته برؤية جديدة، ولم ينف الصاعدي أنّ هناك فئة قليلة قياسا بالفئة التي قد تكون متواصلة مع الثقافة بمفهومها الواسع ولكن ذلك لا يظهر على ثقافتها الشعرية ولا على النص الشعري، وهو ما عزز هذا التصوّر عن الشاعر العامي وارتباطه بالقبيلة فحسب، إضافة إلى أن الإعلام الشعبي مسؤول من خلال قنواته التي قدّمت الشعراء عن تكريس هذا التصور.
وثمة افتراض آخر لا أزعم بصحته مطلقا، لكن يبدو لي أنه يفسّر هذا الأمر. وأكد الصاعدي على أنّ الذين في واجهة المشهد العامي من الشعراء يقدّمون هذه الصورة من خلال إصرارهم على تقديم صورة الشاعر العامي في هذا القالب النمطي، مع أنه لا تخلو الساحة من الشعراء الذين كتبوا القصيدة العامية ولديهم ثقافة ثرية ومعرفة واسعة بالثقافة العالمة والأطروحات والقضايا النقدية وبينهم وبين الثقافة الفصيحة جسر تواصل رحب انعكس على نصوصهم العامية وكتاباتهم النثرية عندما يرتادون فضاء الكتابة الحرة، وهؤلاء لا أصنّفهم ضمن الشعراء العاميين وأرى تصنيفهم خطأ، فالشاعر العامي المحض هو الذي لا ينتج إلا القصيدة العامية بصورتها التقليدية.
فيما لم ينف الدكتور محمد الشريف هذا القول على إطلاقه وقال إنه يجد فيه بعض الوجاهة، فهناك بعض الشعراء الشباب ممن يستعجلون البروز والنجومية يركبون هذه الموجة ظنا منهم أنها تسرع بهم وتزيد من شمس شهرتهم وتوهجها، ولم يدركوا أن ذاكرة التاريخ لن تحتفظ بهم طويلا.
وأضاف أنّ هناك من الشعر الشعبي ما يعكس فلسفة خاصة من لدن الشاعر الذي عركته الحياة وجعلته ينطق بحكمة العارف البصير المجرب.
وأكد الشريف أنّ قيمة الشاعر الشعبي تتأتّى من جانب البساطة التي يتوشحها شعره الذي يستبطن تجربة حياتية ثريّة تلامس هموم الناس وتمثل معاناة شريحة كبيرة من الناس الكادحين والبسطاء.